معاني الرموز في الصلوات الطقسية
مقدمة:
توجد مجموعة من رموز وضعها السيّد المسيح، أو وضعتها الكنسية، لتذكير المؤمنين بالحقائق السماويّة أو للدلالة عليها. فإن الذهن البشريّ، ولاسيّما ذهن عامة الشعب، شديد التأثر بالرموز التي تشير، عن طريق العلامات الحسيّة، الى أمور تفوق إدراك الحواسّ. والطقوس الشرقيّة بنوع خاص غنيّة بالرموز أكثر من سواها. للرمز عادةً منفعتان: منفعة خاصة مباشرة، لكونه وُضع لفائدة عمليّة خاصّة؛ ومنفعة رمزيّة غير مباشرة، لكونه يدلّ على شيء آخر يسمو عليه. فالشمعة مثلاً التي تضاء على المذبح المقدّس لها أولاً منفعتها المباشرة في إنارة المكالن، كسائر أدوات الإنارة، ولها أيضًا فائدة رمزيّة، لأنها تشير الى نور التعليم الإلهي والى النفس المؤمنة التي تضيء في العالم إلا إذا ذابت كالشمعة على هيكل الذبيحة. غير أن لبعض الرموز منفعة رمزيّة فقط، إذ إنها وُضعت من أصلها للدلالة على الرموز له لا غير، كالرفرفة بالغطاء الكبير على القرابين في اثناء تلاوة قانون الإيمان: إنها وُضعت للدلالة على الزلزلة الأرضية التي رافقت موت المسيح على الصليب، لا لفائدة عملية خاصة. والرموز والإشارات كثيرة في حياة الكنيسة وفي الاسرار، منها ما يلي:

الماء:

1- يكرّس يوم عيد الظهور (الغطاس) ويرشّ فتقدّس به المنازل يوم الغطاس وفي ظروف أخرى. ويستقي منه المؤمنون ويدهنون به.

2- ويُكرّس خصيصًا يوم العماد المقدّس. وهو شرط أساسي للعماد.

3- وهو ينضح ويزيل الأوساخ، ويرمز الى المسحة الروحيّة والطهارة والتخلّص من الخطيئة ويشير الى نقاوة الروح

4- وهو يرمز الى عماد المسيح الذي حلّ عليه الروح القدس يوم العماد. ولذا فالماء إشارة الى الروح القدس (يوحنا 7: 39)

5- وهو عربون الولادة الجديدة بالماء والروح (يوحنا 3: 5).

6- وهو رمز الى أن المسيح بعماده قدّس المياه وعناصر الطبيعة كلها

7- به يغسل الكاهن يديه قبل مباشرة الذبيحة الإلهيّة.
8- وكان ولا يزال للماء شأن كبير في الحياة الطقسيّة في كل الديانات (الوضوء- غسل الأواني والهياكل إلخ...).


الزيت:

1- يكرّس احتفاليًّا يوم خميس الأسرار في الطقس الشرقيّ ويُمسح به المؤمنون قبل المناولة الفصحيّة.

2- وهو رمز التكريس ويرمز الى الحياة الروحية، والى التوبة، والشفاء (النفس والجسد) وغنى النعمة الداخليّة، والى القوّة في النضال الروحيّ ضد الخطيئة...والمرونة والطيبة والى ثمار الروح القدس: "اللطف وطول الأناة والمحبة والفرح والسلام والوداعة والعفاف...:" (الرسالة إلى أهل غلاطية 5: 22-25).

3- يدخل الزيت في مادة الأسرار وأشباهها (التكريسات والتقديسات) هكذا: مع ماء العماد- في العماد (المسحة بالزيت)- في "طبخة" الميرون المقدس، في مسحة الكهنة، في مسحة المرضى والتائبين (ويسمّى زيت التائبين)، في المسحة الأخيرة، وفي رتبة جناز الموتى...وفي تكريس المنازل والهياكل والكنائس والأيقونات الجديدة الخ...

4- وهو باعث النور وتضاء منه القناديل الكثيرة في الكنيسة....

5- وهو رمز الى أعمال الفضائل التي تهيّئنا لاستقبال المسيح مثل العذارى الحكيمات...

الخبز

1- هو الرمز الطبيعيّ لسرّ الإفخارستيّا، كما أراده المسيح متكلّمًا عن خبز الحياة والخبز النازل من السماء (يوحنا 6، وما رواه الانجيليون عن العشاء السرّي).

2- وهو رمز نعمة الله: أعطنا خبزنا كفاف يومنا. وليس بالخبز وحده يحيا الإنسان

3- وهو رمز المشاركة، ولذا تسمّى المناولة باللغات اليونانيّة واللاتينيّة والأوروبيّة "شركة" (عبارة تناول ومناولة بالعربيّ أضعف تعبيرًا).

4- ويستعمل في إفخارستيّا ذبيحة القدّاس.

5- كما يكرّس في صلاة الغروب والأغربنيّة ويؤكل كعلامة للشركة في حفلات أو ولائم الأغابي أو المحبّة.

6- ويقدّم في ذكرالأموات (بهيئة قمح أيضًا ويسمّى رحمة أو سليقة).

7- ويوزّع بركة في آخر القدّاس.

8- ويؤكل بهيئة قمح مسلوق في عيد القديسة بربارة (4 كانون الأول) والسبت الأول من الصوم. وهو يرمز الى الحياة والقيامة. حبّة الحنطة إن لم تمت بقيت وحدها.

9- وهو علامة الصداقة بين الناس: "بيننا خبز وملح!"، نتقاسم الخبز والملح.


الخمر

1- هو الرمز الطبيعيّ الثاني لسرّ الإفخارستيّا حسب إرادة السيّد المسيح في العشاء السرّي.

2- وهو رمز الفرح: "الخمر يفرّح قلب الإنسان

3- ويكرّس رمزيًّا يوم عيد التجلّي (6 آب) بتكريس بواكير العنب

4- تعطى كأس الخمر المشتركة للعروسين يوم الإكليل.

5- يكرّس ويبارك في صلاة الغروب في الطقس الشرقيّ مع القمح والخبز والزيت.

6- يرمز الى المحبّة والحياة الروحيّة والتأمل والارتواء الروحيّ السرّي

وضع الأيدي

1- رمز طبيعيّ للتكريس والمسحة السريّة والوسم السرّي الذي يعطى في بعض الأسرار، خاصةً العماد والتثبيت والكهنوت.

2- يُستعمل رمزُ وضع الأيدي في العماد والتثبيت والكهنوت بمختلف درجاته وفي كل الطقوس

3- كما يُستعمل في البركات والتكريسات والصلوات في حالات المرض وبركة الأشخاص...(يطلب الناس من الكاهن أن يضع يده عليهم).

4- واليد هي علامة الشفاء (راجع الإنجيل وأعمال الرسل والنصوص الطقسيّة).

5- واليد رمز المصالحة والمصافحة والصداقة والتعاون والسلام والمحبّة

قرع الصدر:

رمز للتوبة والندامة

النعم (أو آمين)

- عبارة تعني قبول السرّ، الموافقة على المسيح.

2- وتستعمل في المعموديّة المقدّسة، وفي سرّ الزواج المقدس وفي النذر الرهبانيّ. (هكذا "نعم" مريم والرسل عندما قبلوا دعوة يسوع).

3- تتردّد تكرارًا في آخر الصلوات وأجزائها

قبلة السلام: - وهي عبارة المصالحة والمسالمة في الليترجيّا الإلهيّة، وهي استعداد لسرّ الإفخارستيّا. - يتبادلها المؤمنون في القداس، قبل "نؤمن" في الطقس البيزنطي (لكن العادة بطلت عمومًا). - وتقوم بشدّ اليد أو بقبلة الكتف.

البخور

1- رمز الصلاة: "لترتفع صلاتي كالبخور أمامك" (مزمور 142)



2- رمز العبادة والسجود.

3- رمز التقديس والتكريس: يبخَّر الشيء المقدّس: الخبز والخمر والزيت والهيكل والإيقونات الخ

4- رمز الاحترام: يُبخَّر الأشخاص المصلّون.

5- رمز رائحة المسيح: "أنتم رائحة المسيح الطيّبة" (2 كور 2: 15).

6- المبخرة ترمز الى مريم العذراء. والنار داخلها الى نار اللاهوت الذي حلَّ في مريم دون أن يحرقها.

7- للمبخرة إثنا عشر جرسًا ترمز الى أصوات الإثني عشر رسولاً الكارزين بالمسيح. (في كلّ الأرض ذاع منطقهم والى أقاصي المسكونة كلامهم

النور والشموع

1- رمز المسيح: "أنا نور العالم"!

2- رمز يوحنا السابق للمسيح، في زيّاح الإنجيل في الطقس البيزنطيّ.

3- رمز الحضور الإلهي.

4- رمز استعدادنا لمجيء المسيح الثاني

5- رمز التكريس والنذر والتقدمة (الشموع التي تضاء أمام الايقونات).

6- شمعات المطران: المثلث (تريكاري) ويرمز الى الثالوث الأقدس ووحدانيّة الله، والمثنّى (ذيكاري): ويرمز الى أن المسيح إله كامل وإنسان كامل وهو واحد بطبيعتين إلهيّة وإنسانيّة

إشارة الصليب

رموزها تختلف باختلاف طريقة رسمها. - لاحِظ رمزها في الطقس البيزنطيّ: الثالوث الأقدس والوحدة في الله والطبيعتان في شخص المسيح الواحد.

السمكة

على ثياب الكهنة والشمامسة أو ستائر الهيكل الخ ترمز في أحرفها اليونانية IXOYE الى هذه الكلمات: يسوع المسيح ابن الله المخلص.

السنابل

على ثياب الكهنة والشمامسة أو على الستائر والشبابيك الخ ترمز الى القمح والى خبز الإفخارستيّا المقدّسة

Copyright ©2004جميع الحقوق محفوظة كنيسة مار الياس فسوطة