>عيد الفصح - القيامة-

في هذا اليوم العظيم المقدس، "عيد الأعياد وموسم المواسم". تغمر صلاة الكنيسة موجةٌ من الفرح والحبور بقيامة الرب. وتسمو بها إلى نشوةٍ روحية تجعلنا نتذوّق إلى حدٍّ ما نعيم السماء. فبيت الله يشعّ بأنواره الساطعة المبهجة. وخدمة الهيكل ارتدوا الحلل البهية. وتصاعد عبيرُ البخور. وتصاعدت معه هتافات الجموع تحييّ المسيح الناهض بمجد من القبر: "المسيح قام من بين الأموات. ووطئ الموت بالموت. ووهب الحياة للذين في القبور.".

عيد الفصح هو أول الأعياد المسيحية. إذ بدأ المسيحيون الأولون يعمّدون المتنصّرين في سبت النور ويوم الفصح. حول الفصح تتمحور السنة الطقسيّة كلها. في عيد الميلاد نصلي لكي نكون أهلاً للاحتفال بعيد الظهور الإلهي (الغطاس أو العماد). وفي عيد الظهور نصلي لكي نؤهّل للسجود للآلام الخلاصية. ومن ثم للقيامة المجيدة. الصوم الكبير مرحلة توبة وتقشف تستنير بأنوار القيامة. كما تذكّرنا صلواتُ الصوم مرارًا وتكرارًا. من الفصح تنحدر أنوار القيامة على باقي السنة الطقسية. بعد الفصح يبدأ الأسبوع بالأحد. وبعد العنصرة تصعد أيام الأسبوع نحو الأحد على مدار السنة حتى أحد الفصح المجيد. على مدار السنة ننشد أيام الآحاد أناشيد القيامة على الألحان الثمانية (وتدعى أوكتوئيخوس). ونقيم رتبة القيامة في صلاة السحر ونقرأ أناجيل القيامة وهي أحد عشر فصلاً، تروي أحداث القيامة عند الإنجيليين الأربعة. ثم نقبّل الإنجيل رمز المسيح القائم. ولذا دعيت الآحاد على مدار السنة "الفصح الصغير". لا بل كل كنيسة في العالم أجمع هي كنيسة قيامة. إذ نجد فيها المائدة المقدّسة، رمز القبر المفيض الحياة وبقربها الصليب رمز الجلجلة ومكان الصلب

وعليها الإنجيل المقدّس مزيّنًا بإيقونة الصّلب من جهة والقيامة من الجهة الأخرى , إن قيامة المسيح هي أساس إيماننا. وهي أساس رجائنا المسيحي الوطيد. لأنها دليل خلاصنا وعربون قيامتنا. قال بولس الرسول (1كور15: 17 و19): "إن كان المسيح لم يقم فإيمانكم باطل. وأنتم بعد في خطاياكم... إن كان رجاؤنا في المسيح في هذه الحياة فقط. فنحن أشقى الناس أجمعين" , لذا يجدر بنا أن نطرح عنّا كلّ حزن وكلّ همّ. لأن المسيح قام ولم يعد يتألم من بعد. لقد غلب الخطيئة إذ نال لنا نعمة غفران أبديّ. وغلب الموت. فالموت لم يعد بالنسبة لنا نحن المخلّصين نهاية كلّ شيء. بل أصبح بدء حياة جديدة حقيقيّة أبديّة. فأصبح كل شيء في الحياة جميلاً ذا قيمة أبدية. وما عاد يضيع شيء مما نفعله أو نتحمّله مع المسيح. كل شيء في الحياة وفي الخليقة أصبح جمالاً ونعمة. فبقيامة المسيح تجددّ كل شيء. وتصالحنا مع الله. وأصبحنا أبناءه في هذه الدنيا. بانتظار قيامتنا والحياة الإلهيّة التي سوف تكتمل فينا في الأخدار السماوية. حيث سبقنا المسيح. أخونا الأكبر. ليُعِدّ لنا مكانًا , نحو الجحيم محاربًا نزل المخلّص وانحدر , وسبى الغنائم صاعدًا بسنى القيامة والظفر , نجددُ إيماننا هاتفين: المسيح قام! حقًا قام! له المجد والعزة إلى الدهور. آمين

الى ماذا يرمز البيض في العيد؟ .

لطالما كانت البيضة رمزاً إلى عودة الحياة إلى النبات في أوّل الربيع الدالّ على التجدّد والانبعاث واستيقاظ الحياة، في عهود سبقت المسيحيَّة.ويُروى أنّهم كانوا قديماً يوزّعون البيض في الكنائس بعد القدّاس، وقد كُتبت على كلّ بيضة عبارة: "المسيح قام". أمّا تلوين البيض بالأحمر فهو رمز إلى دم المسيح المسفوك عن يد قاتليه.وهناك تقاليد اخري عديدة تفسر لون البيض الاحمر.. ولا تزال بعض الكنائس إلى يومنا هذا ، توزّع البيض على المؤمنين في العيد.وتجري في الفصح المفاقسة بين الكبار والصغار، وهي لعبة يزاولها الناس من عهد قديم، وقوامها قرع البيض بعضه ببعض. فالكاسر يربح المكسور. البيض رمز الى المسيح القائم من بين الأموات، حالاًّ رباطات الموت

الكعك والمعمول

إنّ عادة صنع الكعك المنقوش والمعمول هي عادة شرقية . وتشير التقاليد الى أنّ الكعك المنقوش يشير الى اكليل الشوك. أمّا المعمول بشكله الهرمي والمستدير ، فهو يشير الى الاسفنجة التي غمسها أعداء المسيح بالخلّ واعطوها له على الصليب . أمّا حشوة الكعك والمعمول ، فتشير الى أنّ ما وراء الام المسيح التي قاياها على الصليب حلاوة الفداء والخلاص.