عيد ميلاد المخلص 25-12

إن التاريخ الدقيق ليوم عيد ميلاد الرب يسوع بالجسد لم يُحدد في الأناجيل، والتي لم تذكر أيضا حتى الموسم للسنة الميلادية، هنالك شهادات للاناجيل (كما أن هذه الشهادة قد وردت في إنجيل لوقا 8:2 بخصوص الرعاة "وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم")، والتي تشير بأن موسم الميلاد كان على الأرجح ما يخالف فصل الشتاء.

إنه من الواضح بأن الكنيسة المسيحية برهنت منذ البداية إعتناءاً خاصاً بخصوص عيد الفصح المجيد، إلا أن هذا لا ينطبق على عيد ميلاد الرب يسوع. فإن السبب الذي يظهر هذا الحدث هو ما نتكلم عنه والذي كان في الأعياد الكثيرة التي يعبدونها عباد الأوثان لكي يعيدون لعيد آلهاتهم

إن في عالم عباد الأوثان، الذين تسلموا شخصية دينية كان عندهم ذكرى ميلاد إحدى الشخصيات، وهي كانت في إفتتاح إحدى الخلائق المقدسة، أو لأحد القوانين. وبشكل خاص أخذ ولي عهد الإمبراطور طابعاً دينياً في ذكرى ميلاده إذ أنه يرتبط هذا العيد بعبادة الإمبراطور كإله. غن الكنيسة المسيحية حاولت أن تتجنب في تعييدها لميلاد الهها حتى أن لا تختلق إرتباكات للشعوب والأمم المسيحية بأن المسيح كان شبيها بآلهة عباد الأوثان.

والسبب في هذه الاحداث هو بأن عيد ميلاد المسيح شرع أكثر بسبب الردود الفعليه إلى وجود أعياد الميلاد الوثنية. (روما، في 25 كانون أول – مصر، في 6 كانون ثاني) وهو اقل سببا للاحتياج المسيحي للعيد. نعلم انه بينما تمددت المسيحية في العالم اليوناني الروماني كانت العبادة للشمس، هي الاخيرة من أهم الديانات الطبيعية المهمة التي تمددت في نفس السرعة. وفي العام 270 بعد المسيح، حدد الإمبراطور أفرِليانوس هذا العيد عيداً رسمياً كاملاً للإمبراطورية الرومانية

فإن هذه الديانة إحترمت وقدرت الشمس كونها منبع الحياة، وعليه كقوة إلهية. والعيد الأكبر الذي إختص بعبادة الشمس إتخذ مكاناً في الأيام الأخيرة لشهر كانون الأول، وبعدها في الغروب الشتائي، عندما تبدأ الأيام بالمطيل والنور يغلب الظلام

وفي أواخر القرن الثاني الميلادي نعرف أن بعضاً من مسيحيي مصر كانوا قد حددوا يوم 25 من الشهر المصري باخون (مايو أو آيار) كيوم عيد ميلاد السيد. كليمندوس الإسكندري يذكر أن التعيين هذا إستند في شهادته على (لوقا 8:2)، بخصوص وجود الرعاة في المجالات (وبالتالي فهو يمكن ان يكون حول بداية الحصاد). ففي شهادة كلمته، الكاتب الكنسي نفسه يذكر عن محاولات بعض العقلاء بزمن الهرطوقي فاسيليذيس، الذين شاؤوا أن يحولوا أعياد الميلاد الوثنية لبعض ألهاتهم إلي مسيحية، خالقين عيد ميلاد الرب. (كل هذه الحوادث حدثت بين 120-140 بعد الميلاد).