خميس الجسد

إعلموا أيُّها الأخوة المسيحيون أن السبب في وضع هذا العيد المجيد في كنيسة الله المقدسة هو أنّهُ في سنة 1263 للتجسّد الإلهي في عهد البابا أوربانوس الرابع والملك ميخائيل الباليالوغوس، حدثت أعجوبة عظيمة في القربان المقدّس في قرية بولسينا من أعمال فتيربو. وهي أن الكاهن بينما كان يكمل خدمة القداس أمام الشعب في كنيسة القديسة خريستينا، شك بعد التقديس الجوهري في صحة وجود جسد المسيح. فلما قسم القربان المقدس إلى جزءَين جرى منه دمٌ حيٌّ وصبغ الانديميسي كلها. فلأجل هذه العجيبة السامية رسم البابا المذكور بأن يعيّد في كل سنة عيدٌ لإكرام القربان المقدس، ودُعي بعيد جسد الرب وذلك في يوم الخميس الثاني بعد العنصرة. ولكي يكون هذا العيد مفيدًا لتثبيت الإيمان المستقيم ودحضًا لاعتراضات الأراتقة، أمربأن جميع المسيحيين يطوفون بالقربان المقدس في كل المدن والقرى بكل ما يقدرون عليه من الإجلال والتكريم. وكتب بذلك إلى جميع رؤساء الكنيسة فأوجبوا رسمهُ. ومن ذلك الزمان إلى يومنا هذا صار هذا العيد عند النصارى من أفضل وأبهج الأعياد السنوية

معنى العيد:

هو عيد اكرام للسيد المسيح في سر قربانه الاقدس ان الكنيسة تكرم جسد الرب ودمه كل يوم في ذبيحة القداس الالهي , وتكرمه بالاخص يوم خميس الاسرار , اليوم الذي به اسس المسيح سر الافخارستيا مع تلاميذة قبل موته على الصليب لكن هذا الاكرام اليومي والسنوي لم يكن ليفي باحتياج المؤمنين , فرسمت الكنيسة هذا العيد سنة 1264 واخذت تنظم الحفلات اكراما لجسد الرب , وحتى يومنا هذا ما زال الاكرام مستمرا لجسد الرب , واصبح هناك مؤتمرات قربانية, وزياحات بالجسد الالهي في كل مدينة وقرية.

ورعية فسوطة اتخذت هذا العيد عيدا مهما ولاهمية معناه قرر ان يقدم اولاد الرعية في سن العاشرة لسر المناولة الاولى "الافخارستيا" وحتى اليوم هذا العيد هو بطالة في الرعية والمدرسة, به تقام الذبيحة الالهية بحضور مطران الابرشية والكهنة ويتقدم ابناء الرعية الذين في سن العاشرة للمناولة الاولى بعد ان يكونوا مهيئين روحيا بواسطة التعليم والشرح عن سر القربان المقدس والسيد المسيح طيلة سنة من قبل الراهبات في الرعية والكاهن

الكنيسة تريد منا في هذا العيد ان تحيي فينا عواطف الايمان بابن الله المتانس الذي لم يكتف بانه اخذ صورة عبد وظهر بالجسد مثلنا كانسان, ولم يكتف بانه تالم ومات لاجلنا بل اراد ان يبقى معنا ويسكن بيننا تحت اشكال الخبز والخمر معيدا بذلك كل وقت وكل ساعة ذبيحة الصليب الالهية الخلاصية, وغاية الكنيسة ايضا ان تضرم في قلوبنا الشوق الى تناول جسد الرب بحرارة الذي يوصلنا للسعادة الروحية