ميلاد العذراء

نعيد بميلاد البتول الطاهرة مريم والدة الإله التي منها كان الخلاص لجنس البشر. ولدت هذه العذراء بمدينة الناصرية حيث كان والداها يقيمان، وكان كليهما متوجع القلب لأنه لم يكن يستطيع أن يقدم قربانا لله لأنه لم ينجب أولادا فلما جاء ملء الزمان المعين حسب التدبير الإلهي أرسل ملاك الرب وبشر الشيخ يواكيم والدها حينما كان قائما في الجبل يصلي بقوله : " ان الرب يعطيك نسلا يكون منه خلاص العالم " فنزل من الجبل لوقته موقنا ومصدقا بما قاله له الملاك وأعلم زوجته حنة بما رأي وسمع ففرحت وشكرت الله ونذرت نذرا أن الذي تلده يكون خادما لله في بيته كل أيام حياته وبعد ذلك حبلت وولدت هذه القديسة وأسمتها مريم التي أصبحت ملكة نساء العالمين. وبها نلنا النعمة , ويقوم بعض الطوائف في مثل هذا اليوم بعمل غصير الورد الاحمر والحلوى البيضاء او الزرقاء نسبتة الى دم المسيح وازار السيدة المعتاذ عليه باللون الابيض والازرق. اشفعي لنا يا والدة الاله لاننا بك نثبت .

بميلاد مريم العذراء شمل الفرح والبهجة السماوات والأرض. فهي نجمة الصبح طلعت عند بزوغ فجر النعمة، تبشر باشراق شمس العدل ونور العالم. وما اكثر ما فاض به القديسون من المدائح والاوصاف في هذا العيد الذي هو اسعد الأعياد. قال القديس اندراوس الاورشليمي اسقف كريت في ميلادها: "انه عيد الابتداء، اذ به ابتدأ اتحاد الكلمة بالجسد. ثم العيد البتولي الذي أولَى الجميع ثقة وسروراً". والقديس يوحنا الدمشقي يهتف: "هلموا جميعكم ايها الشعوب من كل جنس، وكل لسان، وكل عمر، وكل رتبة، نحتفل بميلاد بهجة العالم بأسره". واسم "مريم" معناه سيدة البحر او المرتفعة.

مكان ميلاد العذراء: في القدس غير بعيد عن قبة الصخرة، أو جامع عمر وذلك في مغارة . تستقيم عليها حالياً كنيسة شيدها الصليبيون في القرن الثاني عشر على أنقاض كنيسة بيزنطية تحمل اسم العذراء , وتعود إلى القرن الخامس، وقد كرسوا الكنيسة الجديدة إلى القديسة حنة (تدعى اليوم باسم الصلاحية، قرب بركة الغنم) بيت حسدا والتي لها خمسة أروقة ويثبتْ لنا ذلك عظة القديس يوحنا الدمشقي (+749) ،" السلام عليك يا بركة الغنم هيكل العذراء مريم الكلي القداسة ، السلام عليك يا بركة الغنم مقام أجداد الملكة ، حظيرة غنم يواكيم قديماً التي أصبحت اليوم كنيسة قطيع المسيح الروحي ورمز السماء ، هنيئاً لكما أيها الزوجان فان الخليقة كلها لمدينة لكما لأنها استطاعت بكما أن تقدم للخالق الهدية التي لا تعلوها هدية الأم البتول ، التي هي وحدها جديرة بالخالق ، فافرح يا يواكيم لان الابن أعطي لنا مولودا من ابنتك. “ بشفاعة والدة الإله وقديسيك يا مخلص خلصنا